تامر عبد الحميد (أبوظبي)
لا شيء يجعلك سعيداً سوى أن ترى عملك ينجز ويرى النور على أرضع الواقع، خاصة إذا كان ذا معنى وله رسالة يوجهها، فهذه هي متعة «الفن السابع»، بحسب وصف المنتج الإماراتي علي المرزوقي – مدير شركة «ظبي للأفلام الإماراتية» للإنتاج الفني، لما شعر به من متعة سينمائية حقيقية في فيلمه الجديد «هجولة» بجزئه الثاني الذي من المقرر أن يعرض في صالات العرض السينمائية الإماراتية والسعودية أوائل نوفمبر المقبل، معتبراً أن العامل الأبرز في الجزء الثاني من الفيلم هو التوليفة الفنية الرياضية بين أبطال العمل من الإمارات والسعودية الذين قدموا أفضل ما لديهم في أجواء رائعة وأوقات ممتعة لإنتاج عمل فني، سيكون علامة بارزة في مسيرة صناعة الأفلام السينمائية في دولة الإمارات والخليج.
عصابة محترفة
وأشار المرزوقي إلى أن ما دفع «ظبي للأفلام الإماراتية» لإنتاج جزء آخر للعمل، هو النجاح والصدى الكبير الذي حققه الفيلم في جزئه الأول الذي حمل عنوان «هجولة: الماكينة المفقودة» الذي عرض عام 2016، لنعاود مجدداً تقديم الجزء الثاني تحت عنوان «هجولة 2: المهمة الغامضة».
وعن قصة الفيلم قال المرزوقي: «تدور أحداثه حول عصابة محترفة تختار مجموعة شباب مولعين بالسيارات، ومن بينهم أحد المهووسين بالتفحيط والهجولة، وتغريهم بمكافأة كبيرة لتنفيذ أهدافها الخاصة، وتتوالى الأحداث الغامضة والمشوقة على مدار ساعتين من الزمن».
وكشف المرزوقي أن «هجولة» يعتبر أول فيلم إماراتي يتم توثيق حساب خاص به من قبل موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، حيث يحوي الحساب صوراً وفيديوهات ولقطات من خلف الكواليس للجزء الثاني الخاص بالفيلم.
حضور سعودي
وأوضح المرزوقي أن الجزء الثاني يشهد حضوراً سعودياً لافتاً، من خلال مشاركة بطل الدرفت السعودي الكابتن عبدالله اليوسف في دور بطولة، وقال: «التعاون الإماراتي السعودي مثمر في جميع المجالات، خصوصاً في المجال الفني، حيث إن الكثير من الفنانين السعوديين والمنتجين، وكذلك الإماراتيين، يحدث بينهم نوعاً من التعاون في المجالات الفنية، والشراكات الإنتاجية بما يثري الساحتين الإماراتية والسعودية»، موجهاً شكره في الوقت نفسه لمن ساهم في تسهيل إتمام عمليات التصوير بالإمارات.
وتابع: «إشراك أبطال محترفين في رياضة السيارات «درفت وهجولة» من السعودية، إضافة كبيرة ومهمة للفيلم، خصوصاً أن هذه الرياضة من الرياضات الفريدة من نوعها والتي تنال اهتماماً كبيراً»، لافتاً إلى أن الأبطال السعوديين في هذه الرياضة لم يشاركوا كأبطال فيلم فقط، إنما كانوا بمثابة مدربين محترفين، وأشرفوا على بعض المشاهد الخطرة في الفيلم.
انطلاقة حقيقية
صور الفيلم في 30 يوماً في 4 إمارات وهي أبوظبي ودبي ورأس الخيمة وأم القيوين، بما يعادل 300 ساعة تصوير وأكثر من 15 موقعاً، منها حلبة سباق أم القيوين وحلبة رأس الخيمة وجزيرة المرجان و«كيزاد» المنطقة الحرة في أبوظبي، وحول تجربتهم في الجزء الثاني من الفيلم، التقت «الاتحاد» مع بعض أبطاله، وكانت البداية مع الممثل علي عبد الله المرزوقي الذي أكد أن الجزء الأول من «هجولة» كان بداية موفقة، إنما الانطلاقة الحقيقية في جزئه الثاني، وقال: «قدمت دوراً محورياً في الجزء الأول، أما في «هجولة 2» فألعب دور البطولة، وهنا زادت المسؤولية والتحدي في الوقت نفسه لأثبت جدارتي»، لافتاً إلى أن العمل الجديد مختلف تماماً من ناحية القصة وعمليات تصوير مشاهد الأكشن والسيارات، حيث أصبحت أكثر خطورة وصورت بتنقيات عالمية.
لحظات صعبة
فيما أكد الممثل الإماراتي حسين الحوسني الذي لعب دوراً كوميدياً في الفيلم من خلال شخصية «مسترقامي»، أن أبرز ما يميز «هجولة» عن غيره من الأفلام الإماراتية والخليجية الأخرى، أنه يجمع بين الأكشن ورياضة السيارات والدراما والكوميديا في آن واحد، لافتاً إلى أنه عاش لحظات صعبة وقوية ضمن قصة وكأنها حقيقية، متوقعاً أن يحقق الجزء الثاني نجاحاً أكبر مما حققه الجزء الأول، لاسيما أن القصة والشخصيات جديدة ومختلفة، ما يعطي ثراء للمحتوى بشكل كبير.
مشاهد خطرة
المشاهد الخطرة وسباق السيارات ومشاهد الأكشن، قدمها أبطال العمل من دون استخدام «دوبلير»، هكذا ما أكده الكابتن السعودي عبد الله اليوسف، وقال: «تجربتي في فيلم «هجولة» فرصة ذهبية، خصوصاً أنه دور بطولة في فيلم يركز على رياضة السيارات ضمن قصة ومضمون هادف لعشاق السرعة، وهذا النوع من السباقات واستعراضات السيارات لديها أماكنها المخصصة، خصوصاً أنها رياضة تعرض صاحبها ومن حوله لخطر كبير.
وكشف اليوسف عن أن جميع مشاهد الأكشن التي صورت في الفيلم حقيقية، من دون خدع بصرية أو تركيب، لافتاً إلى أنهم استعانوا بفريق متخصص لتوفير عوامل الأمان، من خلال تجهيز السيارات أثناء القيادة، وتصميم ملابس واقية خلال تصوير المشاهد الخطرة.
تحقيق الحلم
فيما أكدت الممثلة العراقية ميرال نيازي أن «هجولة 2» كان تجربة رائعة بالنسبة لها، لاسيما أنها من عشاق سباق السيارات، وكانت تحلم بأن تشارك في بطولة فيلم أكشن، وتحقق حلمها في هذا الفيلم الذي وضعها في منطقة فنية مختلفة عن الأعمال السابقة التي قدمتها، لافتة إلى أن ما يميز هذا العمل أنه جمع بين مشاهير في مجالات عدة، منها سباق السيارات ومواقع التواصل والتمثيل.
أهداف «كشونه» الخاصة
فاطمة المنصوري الملقبة بـ «كشونه»، وهي فتاة إماراتية اشتهرت من خلال مواقع التواصل بمغامراتها بالسيارة والاستعراض، وجذبت الكثير من المتابعين ومحبي السيارات، وصفت تجربتها في «هجولة 2» بالفريدة، وقالت: هذه أول تجربة لي في المجال السينمائي، وكانت ممتعة للغاية، فما جذبني للمشاركة فيها هو قصة الفيلم المختلفة، واختيار الممثلين من الإمارات والسعودية والذي تم بشكل دقيق، بالإضافة إلى هدف الفيلم الرئيس، وهو عدم ممارسة هذه الرياضة في الشوارع العامة، وعدم استخدام السرعة بشكل يعرض صاحبها للخطر، وألا يتم استغلال محترفي هذه الرياضة من قبل أشخاص لتحقيق أهدافهم الخاصة.